إلا رسول الله، وبه قال نافع، والحسن، وقتادة، ويزيد بن حبيب، والضحاك". (٣/ ١٤٨٩).
أما أثر أبى سعيد والحسن فتقدما (٤٨٧، ٤٩٠)، وأما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير (٦/ ٩/ ١٣٤)، فقال: حدثنا بشر بن معاذ قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد عن قتادة: "ومن يولهم يومئذ دبره" قال: ذلك يوم بدر.
قلت: وهذا إسناده حسن، فبشر بن معاذ العقدى صدوق، ويزيد هو ابن هارون، وسعيد هو ابن أبي عروبة، وكلاهما ثقتين.
وذكره في الدر (٣/ ٣١٥) عن عبد الرزاق عن قتادة ﵁: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ﴾، قال: يرون أن ذلك في بدر، ذلك في بدر، ألا ترى أنه يقول: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ﴾.
وأثر يزيد بن حبيب أخرجه ابن جرير عن المثنى قال: ثنا سويد بن نصر قال: ثنا ابن المبارك عن ابن لهيعة قال: ثنا يزيد بن أبي حبيب قال: أوجب الله لمن فر من يوم بدر النار قال: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ. . .﴾ إلخ، وهو أثر حسن فهو من رواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة، وهي مقبولة.
وذكره في الدر (٣/ ٣١٥)، ونسبه لابن جرير وابن المنذر.
أما أثر الضحاك فأخرجه أيضًا ابن جرير (٦/ ٩/ ١٣٤) من طريق سفيان عن جويبر عن الضحاك قال: "إنما كان الفرار يوم بدر، ولم يكن لهم ملجأ يلجأون إليه فأما اليوم فليس فرار". وإسناده ضعيف جدًّا بل هو منكر.
وجويبر هو ابن سعيد أبو القاسم الأزدى البجلى المفسر صاحب الضحاك، تركه النسائي والدارقطني، وقال ابن معين: ليس بشئ. الميزان (١/ ٤٢٧).
وأخرجه أيضًا من طريق سفيان عن رجل عن الضحاك: " ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ