وهنا فقط نعرف أن له زوجًا من جنسه لا ندري كيف جاءت فالنص الذي معنا وأمثاله في القرآن الكريم لا يتحدث عن هذا الغيب بشيء وكل الروايات التي جاءت عن خلقها من ضلعه مشوبة بالإسرائيليات لا نملك أن نعتمد عليها والذي يمكن الجزم به هو فحسب أن الله خلق له زوجًا من جنسه فصارا زوجين اثنين والسنة التي نعلمها عن كل خلق الله هي الزوجية ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ فهي سنة جارية وهي قاعدة في كل خلق الله أصيلة وإذا أسرنا مع هذه السنة فإن لنا أن نرجح أن خلق حواء لم يمكث طويلًا بعد خلق آدم وأنَّه تم على نفس الطريقة التي تم بها خلق آدم (٣/ ١٢٦٧، ١٢٦٨).
أقول: قوله "وكل الروايات التي جاءت عن خلقها من ضلعه مشوبة بالإسرائيليات لا نملك أن نعتمد عليها" كلام مردود فقد ثبت في الصحيحين ما يدل عليه قال البخاري: باب (خلق آدم وذريته) وساق في الباب أحاديث منها عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن اعوج شيء في الضلع أعلاه الحديث""الفتح"(٦/ ٤١٨/ ح ٣٣٣١).
وقوله "إنه تم على نفس الطريقة التي تم بها خلق آدم" باطل يرده قوله تعالى ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ والحديث الوارد في محاجة موسى لآدم قال له موسى "خلقك الله بيده" ونحوه من الأحاديث الدالة على اختصاص خلق آدم بذلك دون غيره وكذلك الحديث الذي تقدم أن المرأة خلقت من ضلع وقد ذكر العلماء أن خلق الإنسان على أربعة أقسام الأول من غير ذكر ولا أنثى وهو آدم الثاني من ذكر بلا أنثى مثل حواء الثالث من أنثى بلا ذكر وهو عيسى بن مريم الرابع من ذكر وأنثى وهم بقية الخلق والله أعلم.