قلت: وإسناده ضعيف، مسلسل بالضعفاء. وأبو التحيا هذا هو أبو النجيب العامري السرخسي، روى عن ابن عمرو وأبي سعيد من رجال التهذيب. وقال الذهبي في الميزان: لا يعرف.
وأخرجه ابن جرير في "تفسيره"(٤/ ٦/ ١١٥) من طريق وكيع عن سفيان بسنده المتقدم ولم يذكر فيه ابن مسعود مرسلًا.
وعنده بسند صحيح إلى قتادة مرسلًا أن ذلك كان في الحديبية، وهو مخالف لما في الصحيح وغيره.
وأما مقالة سعد بن معاذ فذكرها الحافظ في "الفتح"(٧/ ٣٣٦) ونسبها لموسى بن عقبة، وابن عائذ من طريق أبي الأسود، عن عروة:"امضي يا رسول الله لما أمرت به فنحن معك"، ثم قال: وعند ابن أبي شيبة من مرسل علقمة بن وقاص في نحو قصة المقداد "فقال سعد بن معاذ: لئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى -فذكره وفيه- ولعلك خرجت لأمر فأحدث الله غيره، فامض لما شئت، وصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعاد من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت". . . ثم قال الحافظ: وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن أبيه، عن جده نحوه لكن فيه أن سعد بن معاذ هو الذي قال، قال المقداد، والمحفوظ أن الكلام المذكور للمقداد كما في حديث الباب، وأن سعد بن معاذ إنما قال:"لو سرت بنا حتى تبلغ برك الغماد لسرنا معك" كذلك ذكره موسى بن عقبة، وعند ابن عائذ من حديث عروة. فذكره بمثل رواية علقمة بن وقاص مرسلًا، اهـ بتصرف من "الفتح".
وفي الباب عن أنس بنحو مقالة سعد بن معاذ، منسوبة للإنصار ولم يسم فيها قائلها، وهي عند أحمد (٣/ ١٠٥، ١٨٨)، والنسائي في تفسيره (١/ ٤٣٢ / ح ١٦١) وابن حبان (٧/ ١٠٩ / ح ٤٧٠١) من طريق حميد. وعند ابن حبان (ح ٤٧٠٢ - الإحسان) من طريق ثابت. كلاهما عن أنس. وإسناده صحيح.