للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نحكمه ونزن كل تفسير به، فما رجح في هذا الميزان قبلناه وحمدناه، وما طاش رفضناه وذممناه، والمدح والذم درجات بعضها فوق بعض، على حسب استيفاء التفسير لوجوه المدح والذم أو نقصها قليلًا أو كثيرًا وسنضع هذا الميزان بين يديك تحت عنوان: "منهج المفسرين بالرأى" (١).

ثم قال الزرقاني:

وخلاصة ما مضى أنه على من يحاول أعلى مراتب التفسير بالرأى أن يأخذ حذره وأن يتذرع بكل العلوم التي نوهنا بها، ليكون قد أصاب المراد أو كاد، ووجب عليه أن ينهج منهج الصواب والسداد، باتباع ما يأتي:

أولًا: أن يطلب المعنى من القرآن، فإن لم يجده طلبه من السُّنَّة لأنها شارحة للقرآن، فإن أعياه الطلب رجع إلى قول الصحابة، فإنهم أدرى بالتنزيل وظروفه وأسباب نزوله، شاهدوه حين نزل فوق ما امتازوا به من علم وعمل. (وخير ما فسَّرته بالوارد) (٢).

قلت: وليس أدل على اتباع سيد قطب لهذا المنهج من وجود أكثر من ألف حديث وأثر بيض بهم كتابه (٣)، وتجد هذا مسطور في الكتاب الذي بين يديك "فتح ذى الجلال بتخريج أحديث الظلال".


(١) مناهل العرفان: ٢/ ٣٤، ولقد اخترت ميزان منهج المفسرين بالرأى على حسب تعبير الزرقاني لأن "في ظلال القرآن" أقرب ما يكون إلى هذا المنهج الذي اصطلح الزرقاني له هذا المصطلح الذي لا يقصد به حتمًا التفسير بالرأى المذموم وإلا فهو أرشدهم إلى طلب المعنى من القرآن، ثم من السنة، ثم إن لم يوجد فيهما فمن قول السَّلَف الصالحين.
(٢) مجموع الفتاوى: ١٣/ ٣٦٣، وبعدها، ومقدمة ابن كثير.
(٣) انظر الظلال: ٣/ ١٣٥٨ - ١٣٥٩.