وقالوا: ويقبل تدليس ابن عيينة، لأنه إذا وقف أحال على ابن جُريج، ومعمر، ونظائرهما. وحقيقة المرسل في أولاد الصحابة، والمخضرمين: فقد ولد لبعض الصحابة أطفال في عهد رسول الله ﷺ، فكان آباؤهم يأتون بهم إلى النبي ﷺ ليحنكهم، ويسميهم، ويدعو لهم، ومات رسول الله ﷺ وهم دون سن التمييز، فذكروا في الصحابة، بيد أن أحاديثهم عن النبي ﷺ من قبيل المرسل. والمخضرمون: أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم تثبت لهم رؤية النبي ﷺ، سواء أسلموا في حياته، أم في عهد أبي بكر وعمر ..... ، وهؤلاء ذكروا في الكتب لمقاربتهم لطبقة الصحابة، لا لأنهم منهم … أما أحاديثهم عن النبي ﷺ، فهى مرسلة باتفاق أهل العلم. فأوقعوا الحديث المرسل على التابعى الكبير عن الرسول ﷺ مثل أن يقول عبيد الله بن عدى بن الخيار، أو أبو أمامة بن سهل بن حنيف، أو عبد الله بن عامر بن ربيعة، ومن كان مثلهم: قال رسول الله ﷺ. وكذلك من دون هؤلاء مثل: سعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد ومثلهم. فهذا هو المرسل عند أهل العلم. وقد شرحه علماء الحديث، فكتب عنه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص ٢٥، وشرح علوم الحديث للعراقي، واختصار علوم الحديث لابن كثير ص (٣٧ - ٤٠) وفتح المغيث، وتدريب الراوى، وإرشاد الفحول، وابن الصلاح، والغزالى في المستصفى، وغيرهم كذا من كلام المحقق. (*) دلائل النبوة (١/ ٣٩، ٤٠).