للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويذخره لمهماته، ولا يبذله لكل أحد. وكذلك ذخيرة الرجل: ما يذخره لحوائجه ومهماته، وهؤلاء - لما كانوا مستورين عن الناس بأسبابهم، غير مشار إليهم، ولا متميزين برسم دون الناس، ولا منتسبين إلى اسم طريق، أو مذهب، أو شيخ أو زى - كانوا بمنزلة الذخائر المخبوءة. وهؤلاء أبعد الخلق عن الآفات.

فإن الآفات كلها تحت الرسوم والتقيد بها. ولزوم الطرق الإصطلاحية، والأوضاع المتداولة الحادثة.

هذه هي التي قطعت أكثر الخلق عن الله، وهم لا يشعرون والعجب أن أهلها: هم المعرفون بالطلب والإرادة، والسير إلى الله. وهم - إلا الواحد بعد الواحد - المقطعون عن الله بتلك الرسوم والقيود.

وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟ فقال: ما لا اسم له سوى "السنة". يعني: أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها (١).

وبعد فيا أيها القارئ له والناظر فيه هذه بضاعة صاحبها المزجاه لك غنمه وعليه غرمه فإن رأيت فيها ما تقر به عينك فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات فلا تنسانا من خالص دعائك وإن رأيت الأخرى فهذا الوارد على البشر وكتبهم ولذلك أمرنا رسول الله بالتناصح ليجبر كل منا ما عند أخيه من النقص والتقصير فلا تنسانا من خالص نصحك.

إن تجد عيبًا فسد الخللا … جل من من لا عيب فيه وعلا (٢)

وفق الله خطى الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكتبه

أبو عائش عبد المنعم إبراهيم

القاهرة في ١٨ رجب ١٤١٥ - ٢١/ ١٢/ ١٩٩٤

* * *


(١) "حكم الإنتماء" (٨٨/ ٨٩).
وانظر كتابنا "كيف الأمر إذا لم تكن جماعة" يسر الله طبعه. (تحت الطبع).
(٢) قال الإمام الذهبي في مقدمة كتابه: "الطب النبوي".