للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عليها وهي زهرة أو ثمرة في بستان لا غنى لك عن باقي زهوره أو ثماره فلا بد أن تضرب بسهم في كل كتاب وفكر وعمل ولا تتقيد بعمل واحد أو فكر أو كتاب فتنسب إليه.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى عن علامة أهل العبودية (١):

العلامة الثانية قوله: "ولم ينسبوا إلى اسم" لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس من الأسماء التي صارت أعلامًا لأهل الطريق.

وأيضًا فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجرى عليهم اسمه فيعرفون به دون غيره من الأعمال. فإن هذا آفة في العبودية وهي عبودية مقيدة. وأما العبودية المطلقة: فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها. فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها. فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم فلا يتقيد برسم ولا إشارة، ولا اسم ولا بزى، ولا طريق وضعي اصطلاحي. بل إن سئل عن شيخه؟ قال: الرسول. وعن طريقه قال: الاتباع. وعن خرقته؟ قال: لباس التقوى. وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة. وعن مقصده ومطلبه؟ قال: (٦/ ٥٢ يريدون وجهه) وعن رباطه وعن خانكاه؟ قال (٢٤: ٣٦ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تُلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) وعن نسبه؟ قال:

أبي الإسلام لا أب لي سواه … إذا افتخروا بقيس أو تميم

وعن مأكله ومشربه؟ قال: "مالك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وترعى الشجر، حتى تلقى ربها".

واحسرتاه تَقَضَّى العمر وانصرمت … ساعاته بين ذل العجز والكسل

والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد … ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل. اهـ

ثم قال قوله: "أولئك ذخائر الله حيث كانوا" ذخائر الملك: ما يخبأ عنده،


(١) مدارج السالكين (٣/ ١٧٢).