تراني، وقرأ قرآنًا فاعتصم به كما قال. وقرأ ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾ فوقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله ﷺ. فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني. فقال: لا ورب هذا البيت ما هجاك. فولت، وهى تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها.
وهناك زيادة عند ابن أبي حاتم. قال الحاكم: صحيح الإسناد وأقره الذهبي وابن تدرس قال عنه في "الزوائد"(٦/ ١٧) لا أعرفه.
قلت: وتابع ابن تدرس، كثير بن عبيد القرشي عند البيهقي في "الدلائل"(٢/ ١٦٦) من طريق منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر، عن سعيد بن كثير عن أبيه قال: حدثتني أسماء بنت أبي بكر فذكرته بنحوه وجعل ذلك في بيت أبي بكر لا في المسجد.
قلت: وهو إسناد رجاله كلهم ثقات غير كثير هذا فهو مقبول، وقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"، ويشهد ما سيأتي عند البزار وأبي يعلى.
١١٩٩ - قوله عن ابن عباس قال: لما نزلت: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ جاءت امرأة أبي لهب، ورسول الله ﷺ جالس ومعه أبو بكر فقال له أبو بكر: لو تنحيت لا تؤذيك بشيء! فقال رسول الله: "إنه سيحال بيني وبينها" … فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت: يا أبا بكر، هجانا صاحبك، فقال أبو بكر: لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به، فقالت: إنك لمصدق. فلما ولت قال أبو بكر: ما رأتك؟ قال:"لا. ما زال ملك يسترني حتى ولت"(٦/ ٤٠٠١).
[حسن]
أخرجه البزار (٣/ ٨٣ كشف).
وأبو يعلى في "مسنده"(١/ ٣٣ - ٥٣) من طريق عبد السلام بن حرب عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره.