* تنبيه: قال المؤلف ﵀ بعد ذكره للحديث (أخرجه البخارى) وهذا خطأ واضح ولعله يقصد خارج الصحيح، وهذا الراجح فقد أخرجه البخارى في "تاريخه" فالأولى عدم اطلاق البخاري حتى لا يذهب الذهن أن المقصود الصحيح.
قال العجلوني: رواه البزار والحاكم في علومه، والبيهقي وابن طاهر وأبو نعيم والقضاعي والعسكرى والخطابي في "العزلة" عن جابر مرفوعًا بلفظ أن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى، واختلف في إرساله ووصله، ورجح البخاري في تاريخه الإرسال، وأخرجه البيهقى أيضًا والعسكرى عن عمرو بن العاص رفعه لكن بلفظ فإن المنبت لا سفرًا قطع، ولا ظهرًا أبقى، وزاد فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدًا، وأحذر حذرًا تخشى أن تموت غدًا، وسنده ضعيف، وله شاهد عند العسكرى عن علي رفعه إن دينكم دين متين فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا ظهرًا أبقى، ولا أرضًا قطع، وفي سنده الفرات بن السائب ضعيف، وهذا كالحديث الآخر الذي أخرجه البخارى وغيره عن أبي هريرة أن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، وروى أحمد عن أنس بلفظ أن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، وليس فيه الترجمة، وروى الخطابي في العزلة عن ابن عائشة قال أمر الله عباده بما أمر إلا وللشيطان فيه نزعتان: فإما إلى غلو، وإما إلى تقصير، فبأيهما ظفر قنع، وعن بعضهم كل طرفي القصد مذموم، ولبعضهم:
فسامح ولا تستوف حقك كله … وأبق فلم يستوف قط كريم
ولا تعد في شيء من الأمر، واقتصد … كلا طرفي قصد الأمور ذميم
وقد أفرد السخاوى في الحديث جزءًا. اهـ "كشف الخفا"(٢/ ٢٨٤).