وأما أثر أبي صالح في المرسلات فأخرجه (١٢/ ٢٩/ ١٤٠) من طريق محمد ابن المثنى: ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنى أبى عن شعبة عن إسماعيل السدى عن أبي صالح في قوله: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾ قال: هي الريح.
قلت: وهذا إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين، غير السدى فهو من رجال مسلم، وبهذا الإسناد فسر العاصفات والناشرات بالريح (١٢/ ٢٩/ ١٤١، ١٤٢).
قلت: لم أجد لابن مسعود في ذلك تفسيرًا بالملائكة إلا في قوله: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾ وقد تقدم تخريجه والكلام عليه، وإنما ما وقع عند ابن جرير عنه أنه فسر المرسلات والعاصفات والناشرات بالريح ولم يذكر عنه تفسير في الفارقات والملقيات، وإنما ذكره المؤلف عن ابن كثير (٤/ ٤٥٩).
ولم يذكر فى "الدر" تفسير بالملائكة، إنما نقل عنه تفسيره لما تقدم بالريح كما قلنا.
وإنما أخرج ابن جرير (١٢/ ٢٩/ ١٤٢، ١٤٣) عن ابن عباس من طريق العوفي في تفسير: "الفارقات والملقيات وعذرًا ونذرًا" يعنى الملائكة. وهكذا "قتادة دون قوله: "عذرًا أو نذرًا" من طريق بشر عن يزيد عن سعيد أخرجه عن قتادة، وهو إسناد صحيح كما تقدم من طريق معمر عنه عن عبد الرزاق وابن جرير. وهو صحيح أيضًا.
وأخرجه أيضًا من طريق ابن حميد عن مهران عن سفيان: ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا﴾ قال: الملائكة. وإسناده ضعيف لضعف بن حميد
١٠٤٠ - قوله:"وكذا قال: ابن عباس ومسروق ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس والسدى والثورى بلا خلاف"(٦/ ٣٧٩١).
تقدم تخريجها ولم أجد للربيع بن أنس في ذلك تفسيرًا فيما تحت يدى من مصادر.