لك فأولى، ثم أولى لك فأولى، فقال عدو الله أبو جهل: أبو عدني محمد والله ما تستطيع لى أنت ولا ربك شيئًا، والله لأنا أعز من مشى بين حبليها. وهذا أيضًا مرسل وذكره في "الدر"(٦/ ٤٧٨). ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر. ويؤيده ما أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره (٢/ ٢٦٨) من طريق إسرائيل وابن جرير (١٢/ ٢٩/ ١٢٤) من طريق سفيان، كلاهما عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ أشئ قاله محمد ﷺ لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمر أمره الله به (عند عبد الرزاق: أم نزل به القرآن) قال: بل قاله من قبل نفسه، ثم أنزل الله ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ (وعند عبد الرزاق: قاله النبي ﷺ، ثم نزل به القرآن).
قلت: وهذا مرسل جيد يؤيد ما تقدم، لكن أخرجه النسائي في تفسيره (٢/ ٤٨٣ / ح ٦٥٨). والطبراني في "الكبير"(١١/ ٤٥٨/ ح ١٢٢٩٨). والحاكم في "المستدرك"(٢/ ٥٥٤).
جميعًا من طريق أبي عوانة عن موسى بن أبى عائشة عن سعيد بن جبير قلت لابن عباس:" ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ قاله رسول الله ﷺ ثم أنزله الله ﷿؟ قال: قاله رسول الله ﷺ ثم أنزل الله". واللفظ للنسائي وبدون أبي جهل.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وأقره الذهبي. وقال في "المجمع"(٧/ ١٣٢) رجاله ثقات
وذكره في "الدر"(٦/ ٤٧٩)، ونسبه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه زيادة على ما تقدم.
قلت: إنما أخرجه ابن جرير عن سعيد بن جبير من كلامه موقوفًا عليه.
١٠٣١ - قوله:"وقد أمسك رسول الله ﷺ بخناق أبي جهل مرة، وهزه، وهو يقول له: "أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى" .. فقال عدو الله: أتوعدني يا محمد؟ والله لا تستطيع أنت ولا ربك شيئًا. وإني لأعز من مشى بين جبليها"(٦/ ٣٧٧٣).