والحارث الأعور، كذبه الشعبي في رأيه، ورمى بالرفض، وفي حديثه ضعف.
قال ابن كثير في "فضائله"(ص: ٢٤): "لم ينفرد بروايته حمزة بن حبيب الزيات، بل قد رواه محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي عن الحارث الأعور، فبرئ حمزة من عهدته، على أنه وإن كان ضعيف الحديث فإنه إمام في القراءة، والحديث مشهور من رواية الحارث الأعور، وقد تكلموا فيه بل كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده، أما أنه يعتمد الكذب في الحديث فلا، وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي ﵁ وقد وهم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن اهـ.
قلت: وهو لا يقصد ذلك تحسين أو تصحيح الإسناد، فقد تقدم ذكر ما فيه من علل وضعف، إنما يقصد أن هذا الكلام في حق القرآن حسن وصحيح ولا شك في ذلك.
ورواية محمد بن إسحاق التي ذكرها ابن كثير، أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (١/ ٩١) عنه قال: وذكر محمد بن كعب القرظي، عن الحارث بن عبد الله الأعور قال: لآتين أمير المؤمنين فلأسألنه عما سمعت العشية، قال: فجئته بعد العشاء فدخلت عليه. فذكر الحديث قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "أتاني جبريل ﵇ فقال: يا محمد إن أمتك مختلفة بعدك". قال: فقلت له: "فأين المخرج يا جبريل؟ " قال: كتاب الله تعالى: فذكر بمثل ما تقدم وفيه "لا تفنى أعاجيبه، فيه نبأ من كان قبلكم .... الحديث".
قال أحمد شاكر في "المسند" (٢/ ٨٨) إسناده ضعيف جدًّا، من أجل الحارث الأعور، ثم الظاهر أنه منقطع، لقول ابن إسحاق: "وذكر محمد بن كعب القرظي" فإني لم أجد أنه روى عنه مباشرة، بل هو يروى في السيرة عنه بواسطة".