أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص: ٢١) قال: ثنا أبو اليقظان عمار بن محمد الثوري أو غيره، عن أبي إسحاق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ قال:"إن هذا القرآن حبل الله ..... " فيه "لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد … الحديث".
قلت: وأبو إسحاق الهجري، هو إبراهيم بن مسلم، قال: الحافظ: لين الحديث رفع موقوفات.
وقد وهم في رفع هذا الحديث، وإنما هو من كلام ابن مسعود.
كما أخرجه الدارمي في "سننه"(٢/ ٤٣١) من طريق جعفر بن عون، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود به.
وهذا أصح. لا سيما وأن أبا عبيد شك في سماعه من شيخه هذا أو غيره.
وله شاهد عند الترمذي في فضائل القرآن (٥/ ١٧٢/ ح ٢٩٠٦).
من طريق حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث، عن الحارث، قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على عليٍّ فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث. قال: وقد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أما إني قد سمعت رسول الله ﷺ يقول: "ألا إنها ستكون فتنة"، فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال:"كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم وخير ما بعدكم .... " وفيه "ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقض عجائبه .... الحديث".
قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال.
قلت: وحمزة الزيات القارئ، صدوق زاهد ربما وهم. وأبو المختار الطائي، قيل اسمه سعد: مجهول. وابن أبي الحارث مجهول أيضًا.