٨٨٦ - قوله: وقال الحسن البصري: كان الأحنف بن قيس يقول: عرضت عملي على عمل أهل الجنة، فإذا قوم قد باينونا بونًا بعيدًا، إذ نحن قوم لا نبلغ أعمالهم. ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ عرضت عملي على عمل أهل النار، فإذا قوم لا خير فيهم، مكذبون بكتاب الله وبرسل الله، مكذبون بالبعث بعد الموت. فقد وجدت من خيرنا قومًا خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا" (٦/ ٣٣٧٧).
[يُحسن]
نقله المؤلف من ابن كثير في "تفسيره" (٤/ ٢٣٥).
وأخرج الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٢٨٨)، من طريق هارون بن معروف، ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: قال الأحنف بن قيس: عرضت نفسي على القرآن فلم أجد نفسي بشيء أشبه بهذه الآية ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾.
وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله، أصله دمشقي، صدوق يهم قليلًا. وابن شوذب هو عبد الله الخرساني، أبو عبد الرحمن: صدوق عابد، ولد سنة ست وثمانين، وتقدم معنا أن الأحنف مات سنة سبع وستين، أي أنه مات قبل أن يولد ابن شوذب بتسعة عشر سنة، فهو إسناد منقطع، بل قل فيه معضل.
وهذه القصة وردت عن مطرف، فأخرجها البيهقي في "الشعب" (٥/ ٤٣٢ / ح ٧١٦٦) من طريق الخضر بن أبان، نا سيَّار بن حاتم، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن مطرف قال: إني لأستلقي على فراش وأتدبر القرآن، فأعرض أعمالي على أعمال أهل الجنة فإذا أعمالهم شديدة ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ ﴿يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ