وأعله المنذري في "الترغيب"(٣/ ١٧٦) بعلة أخرى فقال: رجال أسانيدهم ثقات، ولكن اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافًا كثيرًا!
قلت: فأما إعلاله بأبي الهيثم المصري، مردود وذلك لمتابعة واهب بن عبد الله له عند أبي الشيخ في "التوبيخ"(ص: ١٥٢/ رقم ١٢٣) من رواية ابن لهيعة، عنه، عن عقبة بن عامر، وأبي حماد الأنصاري صاحبي النبي ﷺ مرفوعًا:"من وجد مؤمنًا على خطيئة فستره كانت له كموءودة أحياها".
وهي متابعة قوية، فواهب بن عبد الله ثقة، وابن لهيعة صدوق، وقد ضعف، وحديثه يصلح في المتابعات، وقد تابعه إبراهيم بن نشيط كما تقدم وهو ثقة.
وأما إعلال المنذري له بالاختلاف فيه على إبراهيم بن نشيط، فذكره في "العون"(١٣/ ٢٣٦).
قال: وقد اختلف فيه على إبراهيم بن نشيط اختلافًا كثيرًا، فروى عنه عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم كثير بن عقبة وروى عنه عن كعب عن عقبة عن أبي الهيثم عن دجين عن عقبة كما تقدم، وروى عنه عن كعب بن علقمة عن عقبة وهو منقطع كعب لم يسمع من عقبة، وروى عنه عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم كثير عن مولى لعقبة عن عقبة اهـ.
ونقل في "العون" عن ابن شاهين قال: غريب من حديث إبراهيم بن نشيط وذكر أبو سعيد ابن يونس أنه حديث معلول.
قلت: ومع ذلك فله شواهد لعله تقوى أمره.
ومنها ما أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ"(ص: ١٥٢/ رقم ١٢٢) والبيهقي في "الشعب"(٧/ ١٠٦/ ح ٩٦٥٤).
من طريق أبي معشر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعًا "من ستر على مؤمن خذيه، فكأنما أحيا موءودة". وعند البيهقي "من ستر على أخيه عورة".