قلت: وهذا يعني نفي الإنقطاع الذي قاله ابن حجر ﵀ فإسماعيل سمعه من أبيه، وهي الواسطة بينه وبين جده، فهي رواية متصلة والله أعلم.
قال الحافظ في "الفتح"(٦/ ٧١٧، ٧١٨، ٧١٩).
وقد روى الطبراني وابن مردويه من طريق زيد بن الحباب "حدثني أبو ثابت بن ثابت بن قيس قال: لما نزلت هذه الآية قعد ثابت يبكي، فمر به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك قال: أتخوف أن تكون هذه الآية نزلت فيَّ، فقال له رسول الله: أما ترضى أن تعيش حميدًا … الحديث.
روى ابن شهاب عن إسماعيل بن محمد بن ثابت قال "قال ثابت بن قيس بن شماس: يا رسول الله إني أخشى أن أكون قد هلكت، فقال: وما ذاك؟ قال نهانا الله أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا جهير" الحديث، وفيه "فقال له ﵊: أم ترضى أن تعيش سعيدًا وتقتل شهيدًا وتدخل الجنة" وهذا مرسل قوي الإسناد أخرجه ابن سعد عن معن بن عيسى عن مالك عنه، وأخرجه الدارقطني في "الغرائب" من طريق إسماعيل عن ثابت بن قيس وهو مع ذلك مرسل لأن إسماعيل لم يلحق ثابتًا، وأخرجه ابن مردويه من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري فقال "عن محمد بن ثابت بن قيس إن ثابتًا" فذكره نحوه، وأخرجه ابن جرير من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري معضلا ولم يذكر فوقه أحدًا وقال في آخره "فعاش حميدًا وقتل شهيدًا يوم مسيلمة" وأخرج من ذلك ما روى ابن سعد بإسناد صحيح أيضًا من مرسل عكرمة قال: لما نزلت ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ﴾ الآية قال ثابت بن قيس: كنت أرفع صوتي فأنا من أهل النار، فقعد في بيته" فذكر الحديث نحو حديث أنس وفي آخره "بل هو من أهل الجنة. فلما كان يوم اليمامة إنهزم المسلمون فقال ثابت: أف لهؤلاء ولما يعبدون وأف لهؤلاء وما يصنعون، قال ورجل قائم على ثلمه فقتله وقتل" وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس في قصة ثابت بن قيس فقال في آخرها "قال أنس: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل