وعند أحمد أيضًا (٢/ ٤٨٢) من طريق فليح، عن الحارث بن فضيل الأنصارى، عن زياد بن سعد، عنه، وفيه "ويرجع السلم، ويتخذ السيوف مناجل، وتذهب حمة كل ذات حمة، وتنزل السماء رزقها، وتخرج الأرض بركاتها، حتى يلعب الصبى بالثعبان فلا يضره، ويراعى الغنم الذئب فلا يضرها، ويراعى الأسد البقر فلا يضرها".
قلت: وهذا إسناد منقطع فإن زياد بن سعد لم يسمع من أبي هريرة، ولكن يشهد له ما أخرجه أبو داود في الملاحم (٤/ ١١٥ /ح ٤٣٢٤) وابن حبان (٨/ ٢٨٩ - ٢٩٠/ح ٦٧٨٢) من طريق همام بن يحيى قال: حدثنا قتادة عن عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة وفى آخره "ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال، وتقع الأمنة في الأرض حتى يرتع الأسد مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم … الحديث".
قلت: وهو إسناد على شرط مسلم، ويمكن أن يكون صحيحًا إذا كان قتادة سمع من عبد الرحمن، وصححه الحافظ في "الفتح"(٦/ ٥٦٩) ونسبه لأحمد.
والحديث ذكر الحافظ له طريقًا عند الطبراني في "الأوسط" من طريق أبى صالح عن أبي هريرة "فيكسر الصليب ويقتل الخنزير والقرد""الفتح"(٦/ ٥٦٧).
٧٨٩ - قوله: عن جابر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله تعالى لهذه الأمة".