قلت: ولكن تابعه عليه سالم بن الأفطس عند الطبراني (ح ١٢٢٣٨) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، لكنه أوقفه عليه قال: لم يكن بطن من بطون قريش إلا وقد ولده - أوله - فيهم قرابة، قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا أن تمنعوني وتكفوا عنى لقرابتي منكم.
قلت: وإسناده حسن، فيه محمد بن سنان العوفي، صدوق يهم. وأخرجه الحاكم (٢/ ٤٤٤) من طريق هشيم، أنبأنا داود، عن الشعبي قال: أكثر الناس علينا في هذه الآية ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عن ذلك فكتب ابن عباس: أن رسول الله ﷺ كان أوسط بيت في قريش ليس بطن من بطونهم إلا قد ولده فقال الله ﷿ ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ إلى ما أدعوكم إليه إلا أن تودوني بقرابتي منكم وتحفظوني بها.
قال هشيم: وأخبرني حصين عن عكرمة، عن ابن عباس، ﵄ بنحو من ذلك.
قال الحاكم: هذا حديث ولم يخرجاه بهذه الزيادة وهو صحيح على شرطهما، فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخارى، وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم. وأقره الذهبي.
قلت: وحديث داود بن أبي هند عند ابن جرير (١١/ ٢٥/ ١٥) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بنحو رواية الحاكم.
والباب عند ابن جرير من طريق على بن أبي طلحة، والعوفي، عن ابن عباس. والأثر ذكره في "الدر"(٥/ ٦٩٩) وزاد في نسبته لعبد بن حميد، ومسلم، وابن مردويه، ولا أعلم أحدًا نسبه إلى مسلم غيره.
قال الحافظ في "الفتح"(٦/ ٦١٤): رواه الإسماعيلى من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة فقال في روايته: "فقال ابن عباس: إنه لم يكن بطن من بطون قريش إلا للنبي ﷺ فيه قرابة، فنزلت ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ إلا أن تصلوا