وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"(٣/ ٦٤): وهذا غريب من هذا الوجه.
ويشهد للقصة ما أخرجه الحاكم (٢/ ٥٠٦ - ٥٠٧) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل"(٢/ ١٩٨ - ١٩٩) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر قراءة النبي ﷺ القرآن على الوليد بن المغيرة، ورقته له، ومحاورة أبي جهل له حتى يرجع عن رقته للقرآن، وكلامه في القرآن كما تقدم في سورة (ص).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخارى، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. والأثر أخرجه أيضًا الواحدى في "الأسباب"(ص: ٣٨١ رقم ٨٩٩). من طريق إسحاق بن إبراهيم الدترى، وفيه كلام، ولكن تابعه ابن راهويه فيما تقدم.
وقال البيهقي: هكذا حدثناه موصولًا، وفى حديث حماد بن زيد عن أيوب، عن عكرمة: في قراءة النبي عليه، وقوله في القرآن. ثم قال: وهذا فيما رواه يوسف بن يعقوب القاضي، عن سليمان بن حرب، عن حماد هكذا مرسلًا وكذلك رواه معمر، عن عباد بن منصور، عن عكرمة مرسلًا، ورواه أيضًا: معتمر بن سليمان،، عن أبيه، فذكره أتم من ذلك مرسلًا، وكل ذلك يؤكد بعضه بعضًا.
ثم وجدت الأثر بعد ذلك عند عبد الرزاق في "تفسيره"(٢/ ٢٦٣/ رقم ٣٣٨٤) مرسلًا بسند ضعيف فيه مجهول بنحو رواية ابن عباس من طريقه.
والأثر عزاه ابن كثير في "تاريخه"(٢/ ٧٣) لإسحاق بن راهويه من نفس طريق عبد الرزاق الموصوله.
ويشهد لها أيضًا ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(١٤/ ٩٥)، وأبو يعلى في "مسنده (٣/ ٣٤٩)، وأبو نعيم في "الدلائل" (ص: ١٨٤) وكذا البيهقى (٢/ ٢٠٢) من طريق الأجلح بن عبد الله الكندى، عن الذيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله فذكره مطولًا بنحو رواية محمد بن كعب مرسلًا.