فلما أصبح قيل له، فقال: لو علمت لحبرته لهما تحبيرًا" وللروياني من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه نحو سياق سعيد بن أبي بردة وقال فيه "لو علمت أن رسول الله ﷺ يستمع قراءني لحبرتها تحبيرًا" وأصلها عنده أحمد، وعند الدارمي من طريق الزهرى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن "أن رسول الله ﷺ كان يقول لأبي موسى - وكان حسن الصوت بالقرآن - لقد أوتى هذا من مزامير آل داود" فكأن المصنف أشار إلى هذه الطريق في الترجمة وأصل هذا الحديث عند النسائي من طريق عمرو بن الحارث عن الزهري موصولًا بذكر أبي هريرة ولفظه "أن النبي ﷺ سمع قراءة أبي موسى فقال: لقد أوتى من مزامير آل داود" وقد اختلف على الزهرى، فقال معمر وسفيان "عن الزهرى عن عروة عن عائشة" أخرجه النسائي، وقال الليث "عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب" مرسلًا، ولأبي يعلى من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء "سمع النبي ﷺ صوت أبي موسى فقال: كأن صوت هذا مزامير آل داود" وأخرج ابن أبي داود من طريق أبي عثمان النهدى قال "دخلت دار أبي موسى الأشعرى فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناى أحسن من صوته" سنده صحيح وهو في "الحلية لأبي نعيم" والصنج بفتح المهملة وسكون النون بعدها جيم هو آلة.
* تنبيه: قال المؤلف في روايته "زمامير" والصواب "مزامير".
٧٧٠ - قوله: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه ﵁ قال: خرج علينا رسول الله ﷺ يومًا، فنادى ثلاث مرات "أيها الناس أتدرون ما مثلى ومثلكم؟ " وقالوا: الله ورسوله أعلم. قال ﷺ: "إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوًا يأتيهم، فبعثوا رجلًا يترادى لهم، فبينما هو كذلك أبصر العدو، فأقبل لينذرهم، وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه، أيها الناس أُتيتم، أيها الناس أُتيتم، أيها الناس أُتيتم".