للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مركبة على بعض جدرات الكعبة شبه المنطقة، فوق الإزار الثاني من الرخام تحت الإزار الأعلى من الرخام المنقوش المذهب في زيق في الوسط فيه الجزعة التي تستقبل من توخى مصلى رسول الله وتلك القطعة في الزيق مبتدأ منطقة كانت عملت في خلافة محمد بن الرشيد، عملها سالم بن الجراح أيام عمل الذهب على باب الكعبة، ثم جاء خلع محمد قبل أن يتم فوقف عن عملها، ولو كان بدل تلك القطعة منطقة فضة مركبة في أعلى إزار الكعبة في تربيعها كان أبهى وأحسن، وأن الكرسي المنصوب المقعد فيه مقام إبراهيم ملبس صفائح من رصاص، ولو عمل مكان الرصاص فضة كان أشبه به، وأحسن، وأوفق له (١).

فأمر أمير المؤمنين المتوكل على الله بعمل ذلك أجمع، فوجه رجلًا من صناعه يقال له: إسحاق بن سلمة الصائغ، شيخا له معرفة بالصناعات ورفق وتجارب، ووجه معه من الصناع من تخيرهم إسحاق بن سلمة من صناعات شتى من الصوغ والرخاميين وغيرهم من الصناع نيفًا وثلاثين رجلًا، ومن الرخام الألواح الثخان ليشق كل لوح منها بمكة لوحين، مائة لوح، ووجه بذهب وفضة وآلات لشق الرخام ولعمل الذهب والفضة.

ورفع الحجبة أيضًا رقعة إلى أمير المؤمنين يذكرون له أن العامل بمكة إن تسلط على أمر الكعبة أو كانت له مع إسحاق بن سلمة في ذلك يد لم يؤمن أن يعمد إلى ما كان صحيحًا أو يتعلل فيه فيخربه أو يهدمه، ويحدث في ذلك أشياء لا تؤمن عواقبها يطلب بذلك إضرارهم وأنهم لا يأمنون ذلك منه (٢).

فأمر أمير المؤمنين بكتاب إلى العامل بمكة في جواب ما كان هو وصاحب البريد كتبا به، أن أمير المؤمنين قد أمر بتوجيه إسحاق بن سلمة الصائغ


(١) كذا في الأصل أ، ومثله في إتحاف الورى. وفي ب: "وأوثق".
(٢) إتحاف الورى ٢/ ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>