للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر مكة يصطف الناس على الموقف فيقول حبشية: أجيزي صوفة فيقول الصوفي: أجيزوا أيها الناس فيجوزون".

يقال: إن امرأة من جرهم تزوجها أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأسد وكانت عاقرًا، فنذرت إن ولدت غلامًا أن تصدق به على الكعبة عبدًا لها يخدمها ويقوم عليها، فولدت من أخزم الغوث، فتصدقت به عليها، فكان يخدمها في الدهر الأول مع أخواله من جرهم، فولي الإجازة بالناس لمكانه من الكعبة وقالت أمه حين أتمت نذرها وخدم الغوث بن أخزم الكعبة:

إني جعلت رب من بنيه (١) … ربيطة بمكة العليه

فباركن لي بها أليه … واجعله لي من صالح البريه (٢)

فولي الغوث بن أخزم الإجازة من عرفة وولده من بعده في زمن جرهم وخزاعة حتى انقرضوا، ثم صارت الإفاضة في عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر في زمن قريش في عهد قصي، وكانت من بني عدوان في آل زيد بن عدوان يتوارثونه، حتى كان الذي قام عليه الإسلام سيارة العدواني وهو عمير الأعزل بن خالد بن سعيد بن الحارث بن زيد بن عدوان، وكان أيضًا من عدوان حاكم العرب عامر بن الظرب.

فإذا كان الحج في الشهر الذي يسمونه ذا الحجة، خرج الناس إلى مواسمهم فيصبحون بعكاظ يوم هلال ذي القعدة، فيقيمون به عشرين ليلة تقوم فيها أسواقهم بعكاظ والناس على مداعيهم وراياتهم منحازين في المنازل، تضبط كل قبيلة أشرفها وقادتها ويدخل بعضهم في بعض للبيع والشراء ويجتمعون في بطن السوق، فإذا مضت العشرون انصرفوا إلى مجنة فأقاموا بها عشرًا، أسواقهم قائمة، فإذا رأوا هلال ذي الحجة انصرفوا إلى ذي المجاز


(١) في سيرة ابن هشام: "من بييه".
(٢) سيرة ابن هشام ١/ ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>