للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماء تسعة أذرع أخر، وبنوها من أعلاها إلى أسفلها بمدماك من حجارة، ومدماك من خشب وكان الخشب خمسة عشر مدماكًا، والحجارة ستة عشر مدماكًا (١).

وجعلوا ميزابها يسكب في الحجر، وجعلوا درجة من خشب في بطنها في الركن الشامي يصعد منها إلى ظهرها، وزوقوا سقفها وجدرانها من بطنها ودعائمها وجعلوا في دعائمها صور الأنبياء، وصور الشجر، وصور الملائكة.

فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحمن شيخا يستقسم بالأزلام، وصورة عيسى ابن مريم وأمه، وصورة الملائكة أجمعين.

فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله فأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم، ثم أمر بثوب وأمر بطمس تلك الصور، فطمست.

قال: ووضع كفيه على صورة عيسى ابن مريم وأمه وقال: "امحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي" فرفع يديه عن عيسى ابن مريم وأمه ونظر إلى صورة إبراهيم فقال: "قاتلهم الله، جعلوه يستقسم بالأزلام، ما لإبراهيم وللأزلام".

وجعلوا لها بابًا واحدًا فكان يغلق ويفتح، وكانوا قد أخرجوا ما كان في البيت من حلية ومال وقرني الكبش، وجعلوه عند أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وأخرجوا هبل وكان على الجب الذي فيه نصبه عمرو بن لحي هنالك ونصب عند المقام حتى فرغوا من بناء البيت، فردوا ذلك المال في الجب وعلقوا فيه الحلية وقرني الكبش، وردوا الجب في مكانه فيما يلي الشق الشامي ونصبوا هبل على الجب كما كان قبل ذلك وجعلوا له سلمًا يصعد عليه إلى بطنها، وكسوها حين فرغوا من بنائها


(١) إتحاف الورى ١/ ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>