للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الزواج منهن، ثم ثبت أن بعض الصحابة والتابعين قد تزوجوا كتابيات ولم ينقل أنهم تحققوا من عقيدتهن في عيسى أو العزير .. واستمر المسلمون على الزواج بالكتابيات لمن أراد بذلك.

ثم إننا لسنا مع ابن عمر وسيد في اعتبار الكتابية مشركة، بل إنها كافرة. والكفر أعم من الشرك كما تقرر نصوص القرآن الصريحة كقوله تعالى: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ (١).

السابع عشر: قال بعض العبارات التي تحتمل أكثر من معنى، ولم يحددها تحديدًا دقيقًا. فوقف بعضهم أمامها، وحملها ما لم تحتمل، واستخرج منها وثيقة إدانة لعقيدة سيد وفكره .. وكان الأولى بسيد أن لا يطلقها ولا يستعملها إلا ببيان ما يقصده منها بدقة وتحديد …

صحيح أن مقصد سيد كان صحيحًا ونيته سليمة، وأنَّه لم يقصد المعانى السيئة التي حملها البعض عليها .. وأن صاحب الفهم السليم والنيّة الطيبة يفهم المراد منها بسهولة .. لكن نقرر أن الأولى هو عدم استعمال تلك العبارات منعًا لسوء التفسير والتأويل.

ومن تلك العبارات قوله: "وتبدأ الريشة المعجزة في المشاهد الكونية الضخمة .. لمسة في السموات، ولمسة في الأرضين، ولمسات في مشاهد الأرض وكوامن الحياة .. " (٢)، وقد قال هذا الكلام في تفسيره لمشاهد الطبيعة والكون التى تعرضها الآيات الأولى من سورة الرعد، ولم يكن يقصد بكلمة "الريشة المعجزة" هو الله - سبحانه - كما فهم بعض المغرضين الشانئين ذلك! - وإنما هي مرتبطة بنظريته عن "التصوير الفني في القرآن"، وتعبيره عنها من الرسم والتصوير واللون والتناسق والريشة والظل .. وغير ذلك.

ومن تلك العبارات: قوله عن توكل المؤمن على ربه واطمئنانه إلى موقفه


(١) البينة: ١، وانظر الموضوع: ابن كثير ١: ٢٥٧ - ٢٥٨، ٢: ٢٠ - ٢١.
(٢) الظلال ٤: ٢٠٤٤.