والسُّنَّة المحكمة، لأزن بها كل مسألة مهمة، تُقَيمُ للمؤلف علمه، ومدى إلمامه بالحكمة المؤهِلّة، لتفسير الرحمة المنزلة، وهل حوى تفسيره على السمة المؤثرة، في دخوله في جملة الكتب المفسرة؟، أم قصرت بصاحبه الهمة، فلم يبلغ به القمة؟ وهل يسوعُ ذلك المساومة على شطبه من تلك القائمة؟، أم لشبهات فيه لم تُرد إلى محكمه؟، وعثرات أو زلات حقيقية أو متوهمه؟، فمن ذا الذي ادعى أن من شرط العالم العصمة؟!! وما قصر عن مقامه بالأحرى لا نؤثمه، هذا وغيره من الأمور المشكلة، هو ما سطرته في هذه المقدمة؛ رجاء أن أكشف ما اعتراها من غمة.
ثم شرعنا في المقصود، بعون ربنا المعبود، فخرجنا ما استطعنا التخريج الطويل الممدود، لكل حديث وأثر في الظلال - وإن كان في الصحيحين موجود - وبذلنا ما استطعنا من مجهود، في بيان الصحيح والمردود، إلا القليل المحدود، ثم رقمنا بالتسلسل المعدود، وفهرسنا على ترتيب المعجم المعهود، وزدنا فهرسًا للصحيح وآخر للمردود.
ثم ختمته بقول صاحب المقام المحمود:"إياكم والغلو "لأبرأ نفسى أولًا من الوقوع في هذا الأمر المرفوض؛ مبرهنًا على ذلك بما جاء في كتابي من مسائل وبنود، ثم لأبين لإخوانى تلك العقبة الكؤود، التي جعلت الطريق في أغلب الأحايين بين العاملين على الساحة مسدود.