للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يقول صلاح الخالدى: وهذا الاستطراد يؤخذ على سيد لأنَّه كان حريصًا على أن يستبعد المطولات التي بحثها المفسرون الأولون في مجالات الفقه أو العقيدة أو القصص، فلماذا يقع هو في استطراد آخر في موضوعات التصور والحركة؟

ثم ضرب أمثلة على ذلك منها وقفته المطولة في تفسير قوله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ (١)، وكذلك استطراده في التعريف بسورة الأنعام وتقديمه لها حيث تعرض إلى موضوعات في العقيدة والتصور والدعوة والحركة وفى السيرة النبوية وحركة الرسول ، وكذلك استطراداته أثناء تفسير سورة الأنعام نفسها لاستطراده في تفسير رحمة الله تعالى (٢)، ومنها استطراده في التعريف بسورة الأنفال للحديث عن الجهاد في سبيل الله مراحله وطليعته وبواعثه وألوانه ومبرراته وغايته وتصحيح بعض التصورات والآراء للمسلمين المعاصرين حوله، ومنها استطراده في الحديث عن الغزوات بتلخيص لأحداث الغزوة أخذه من كتب السيرة وإطالة هذا التلخيص حتى يبلغ عدة صفحات إلى آخر هذه الاستطرادات.

قلت: اعتبر الدكتور الخالدى أن من سمات الظلال التي يتميز بها سمة الواقعية الجدية في البحث، ثم قال: إن سيد قطب - لم يناقش إلا الأمور الجدية التي تنبنى عليها آثار عملية وينتج عنها فوائد مقبولة، أما تلك التي لا تترتب عليها تلك الآثار ولا تنجم عنها هذه الفوائد، فإن البحث فيها مضيعة للوقت والجهد، ثم قال: كذلك كان تركيز سيد على الموضوعات التي تهم المعاصرين وتلبي حاجاتهم وتبصرهم بطريقتهم، ولذلك جاء في الظلال في وقته المحدد لأداء مهمته الواقعية، فأقبل عليه العاملون لهذه السمة التي لم يجدوها في غيره (٣).


(١) الظلال: ١/ ٥٠٦ - ٥١١.
(٢) الظلال: ٥/ ١٠٤٨، ١٠٥٢.
(٣) انظر في ظلال القرآن في الميزان ص ٣٠٥، ٣٠٦.