للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهناك رواية أخرى عن ابن مسعود أنه كان تلك الليلة مع رسول الله ولكن إسناد الرواية الأولى أوثق.

قال في الجزء السادس، صفحة (٣٤١٩، ٣٤٢٠):

"وكنت قد قرأت تلك الروايات المفتراة عما سمى بحديث الغرانيق، الذي أورده ابن سعد في "طبقاته"، وابن جرير الطبري في "تاريخه". وبعض المفسرين عند تفسيرهم لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

وهى الروايات التي قال فيها ابن كثير -: جزاه الله خيرًا - "ولكنها من طرق مرسلة، ولم أرها مسندة من وجه صحيح"، ثم ذكر القصة عند ابن أبي حاتم من رواية موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وانظر الكلام عليها في التخريجات.

ثم قال: وهناك روايات أخرى أجرأ على الافتراء تنسب قولة الغرانيق … تلك … إلى رسول الله وتعلل هذا برغبته - حاشاه في مراضاة قريش ومهادنتها!!!

وقد رفضت منذ الوهلة الأولى تلك الروايات جميعًا .. فيه فضلًا عن مجافاتها لعصمة النبوة وحفظ الذكر من العبث والتحريف، فإن سياق السور ذاته ينفيها نفيًا قاطعًا، إذ أنه يتصدى لتوهين عقيدة المشركين في هذه الآله وأساطيرهم حولها. فلا مجال لإدخال هاتين العبارتين في سياق السورة بحال … إلخ الكلام.