أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس هاهنا من قريش غيري وغيرك يستمع كلامنا! فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدًا لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ فذلك قوله: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ (٢/ ١٠٧٥).
[ضعيف].
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره"(٥/ ٧/ ١١٥، ١١٦)، قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن مفضل قال: حدثنا أسباط عن السدي، فذكره.
وإسناده إلى السدي إلى الحسن أقرب من الضعف، فأحمد بن المفضل الحفري صدوق شيعي في حفظه شيء، وأنكر حديثه الأسدي، وأسباط هو ابن نصر الهمذاني صدوق كثير الخطأ يغرب، توقف فيه أحمد وثقه ابن معين وضعفه أبو نعيم، وقال النَّسَائِي: ليس بالقوي.
والقصة ذكرها البيهقي في "الدلائل"(٣/ ٣٣/ ١٠٨٧) من طريق إسحاق، وموسى بن عقبة، وفيها ما دار بين الأخنس ابن شريق وبني زهرة فقط، وانظر "الدر"(٣/ ١٨) والواحدي (ص ١٧٧/ ١٧٨).
٣٥٦ - قوله: "عن محمد بن كعب القرظي، قال: حُدِّثت أن عتبة بن ربيعة - وكان سيدًا - قال يومًا وهو جالس في نادي قريش، ورسول الله ﷺ جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله أن يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء ويكف عنا - وذلك حين أسلم حمزة ﵁، ورأوا أصحاب رسول الله ﷺ فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث علمت من البسطة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، و كفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها،