للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

المعروف بغندر ثقة، وبقية الإسناد أعلام مشاهير ثقات، فالأثر صحيح. قلت: وما تقدم من أمر نزول المائدة إنما هو رأى عند من تقدم ذكرهم غير أن هناك آثار منها المرفوع والموقوف على الصحابي أو من بعده تقول بنزول المائدة، فراجعها في تفسير الطبري (٥/ ٧/ ٧٦)، وما بعدها وفى الدر المنثور (٢/ ٦١٢ وما بعدها)، وغيرهما من كتب التفسير بالمأثور.

قال الرازي (المسألة الخامسة): اختلفوا في أنه هل نزلت المائدة. فقال الحسن ومجاهد: ما نزلت واحتجوا عليه بوجهين الأول: أن القوم لما سمعوا قوله: "أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين" استغفروا وقالوا لا نريدها. والثاني: لو أنه وصف المائدة كونها عيدًا، لبقى ذلك العيد إلى يوم القيامة. وقال الجمهور الأعظم من المفسرين: إنها نزلت "إني منزلها عليكم"، وهذا وعد بالإنزال جزمًا من غير تعليق على شرط، فوجب حصول هذا النزول.

وبجواب عن الأول: أن قوله "فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه" شرط وجزاء لا تعلق له بقول "إنى منزلها عليكم" والجواب عن الثاني: أن يوم نزولها كان عيدًا لهم ولمن بعدهم ممن كان على شرعهم.

٣٣٤ - قوله: "كان الحسن يقول: لما قيل لهم: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ قالو: لا حاجة لنا فيها، فلم تنزل". (٢/ ٩٩٩).

[صحيح]

أخرجه ابن جرير أيضًا (٥/ ٧/ ٨٧)، قال: حدثنا بشر بن معاذ: ثنا يزيد بن زريع قال: ثنا سعيد عن قتادة قال: كان الحسن يقول: (فذكره).

والأثر رجال إسناده ثقات على شرطهما، غير بشر بن معاذ العقدى أبو سهل الضرير فهو صدوق كما في "التقريب" (ص ١٢٤)، وهو صحيح بما تقدم.

وذكره في "الدر" (٢/ ٦١٤)، وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن الإنباري عن الحسن به.