ويشهد له ما أخرجه البزار (١٩٧٣) والطبراني في "الكبير"(٢٠/ ٦٦/ ح ١٢٠) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(ص ٢١/ ح ١٤) والبيهقي في "الشعب"(٦/ ٢٣١ / ح ٧٩٨٠) من طريق يزيد بن هارون، ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، عن مكحول، عن شهر بن حوشب، قال يزيد: لا أعلمه إلا عن عبد الرحمن بن غنم، معاذ بن جبل وفيه "وما يمنعك أن تعيش حميدًا وتموت فقيدًا؟ وإنما بعثت على تمام محاسن الأخلاق".
وعند البزار "وإنما بعثت بمحاسن الأخلاق" وعند الطبراني "فقيرًا" قال في "المجمع"(٨/ ٢٣): وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، وهو ضعيف.
قلت: وشهر بن حوشب ضعيف وقد وثق، وهو ممن يكتب حديثه ويصلح في المتابعات، ويشهد لمعاذ ما تقدم لأبي هريرة.
ويشهد لهما أيضًا ما أخرجه البيهقي في "الشعب"(٦/ ٢٣١/ ح ٧٩٧٩) والبغوي في "شرح السنة"(١٣/ ٢٠٢/ ح ٣٦٢٣) من طريق محمد بن عبد الله الصفار، نا يعقوب بن أبي يعقوب. نا واهد بن نوح الأهوازي، نا محمد بن إبراهيم، نا محمد بن يوسف بن المنكدر، عن أبيه عن جابر مرفوعًا "إن الله بعثني بتمام محاسن الأخلاق، وكمال محاسن الأفعال".
قال البيهقي: إسناده ضعيف.
فبالجملة هذه الطرق يقوي بعضها بعضًا.
٩٨٩ - قوله:"روى ابن هشام في "السيرة" عن ابن إسحاق قال:
"فلما بادى رسول الله ﷺ قومه بالإسلام، وصدع به كما أمره الله، لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه - فيما بلغني - حتى ذكر آلهتهم وعابها. فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه، وأجمعوا خلافه وعداوته - إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام وهم قليل مستخفون - وحدب على رسول الله ﷺ عمه أبو طالب ومنعه، وقام دونه، ومضى رسول الله ﷺ على أمر الله مظهرًا لأمره، لا يرده عنه شيء.