وقد أخرجه البخاري موصولًا من حديث ابن عباس من طريق عكرمة عنه: أن رسول الله ﷺ قال وهو في قبة يوم بدر: "اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم" فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله ألححت على ربك - وهو يثب في الدرع. فخرج وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ "الفتح"(٨/ ٤٨٥/ ح ٤٨٧٥، ٤٨٧٧).
قلت: وابن عباس لم يشهد بدرًا فهو مرسل صحابي، إلا أنه يروي بعض القصة عند مسلم (٤/ ١٢/ ٨٤ النووي)، والبيهقي في "الدلائل"(٣/ ٥١) من طريق أبي زميل سماك الحنفي عن ابن عباس عن عمر وفيه دعاء النبي ﷺ ربه بانجاز وعده وسقوط ردائه وأخذه أبو بكر والتزامه للنبي ﷺ.
وقد تقدم معنا تخريج القصة في سورة الأنفال برقم (٤٤٧) والحاصل أنه يحتمل أن يكون ابن عباس قد حمل القصة الأولى عن عمر، فحدث بها دون ذكر عمر، وحملها عنه عكرمة عن عمر، فكان عكرمة يرويها موقوفًا عليه تارة، وعلى ابن عباس أخرى، وتارة يسقط ابن عباس ويرويها عن عمر، وهذا كله لا يضر لثبوت وصله في "الصحيحين"، وبالذي قلناه أشار إليه الحافظ في "الفتح"(٨/ ٤٨٦).
وذكره الحافظ في "المطالب"(٣/ ٣٨١/ ح ٣٧٥٩) عن قتادة أن عمر فذكره.
وقال: فيه انقطاع. ونسبه لإسحاق بن راهويه. وقال البوصيري: رواه إسحاق ورواته ثقات إلا أنه منقطع.
وذكر في "الكافي الشاف"(ص ١٦٢/ رقم ٧٥) رواية قتادة ونسبها لعبد الرزاق عن معمر، وعن أيوب عن عكرمة، أن عمر فذكره. وقال: ورواه من هذا الوجه إسحاق والطبري وابن أبي حاتم، ورواه الطبراني في "الأوسط" من رواية عبد المجيد بن أبي رواد عن معمر عن قتادة عن أنس عن عمر موصولًا.