للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قلت: وقد اختلف في عدد أصحاب الحديبية اختلافًا شديدًا، إلا أن الحافظ قد جمع بين الروايات في "الفتح" (٧/ ٥٠٤).

وقد ذكر هذه الروايات البيهقى في "الدلائل" فيما تقدم. والسيوطي في "الدر" (٦/ ٦٨) وبعضها عند البخاري ومسلم، فراجعها إن شئت، وإنما تركت تخريجها والكلام عليها خشية السآمة والإطالة.

ونشير هنا إلى ما أشار إليه الحافظ في "تخريج الكشاف" (ص ١٥٣/ رقم ٤٢٣) في ذكر الخلاف في عدة أصحاب الحديبية "كان عدد المبايعين ألفًا وخمسمائة وخمسًا وعشرين" وقيل "ألفًا وأربعمائة" وقيل "ألفًا وثلثمائة" أما الأولى فمتفق عليها من حديث سالم بن أبي الجعد عن جابر، دون قوله: و"خمسًا وعشرين" وأما الثانية ففى رواية عمرو بن مرة عن جابر في "الصحيحين"، وفى رواية أبي الزبير عنه ومسلم وعندهما عن قتادة، قلت: لسعيد بن المسيب "كم كان عدد الذين شهدوا بيعة الرضوان؟ قال: خمس عشر مائة قال: قلت: فإن جابرًا قال: كانوا أربع عشر مائة، قال: لقد وهم، هو والله حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة" قال البيهقي في "الدلائل": كأن جابرًا رجع عن رواية خمس عشرة، إلى ألف وأربعمائة، وكذلك قال البراء ومعقل بن يسار، وسلمة بن الأكوع اهـ.

والرواية الثالثة في "الصحيحين" من رواية عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلثمائة، وكان من أسلم من المهاجرين " قلت: يعني الحافظ - والرواية التي فيها ألفًا وخمسمائة وخمسًا وعشرين أخرجها ابن مردويه في "تفسيره" من حديث ابن عباس موقوفًا.

وفي عددهم أقوال غير هذه بسطناها في شرح البخاري اهـ.

٨٣٠ - قوله: قال الزهرى: وخرج رسول الله حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي … فقال: يا رسول الله! هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجوا ومعهم العود المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، وقد نزلوا بذى طوى، يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدًا وهذا خالد بن الوليد في خيلهم، قد قدموها