أخرجه ابن جرير في "تفسيره"(١٠/ ٢٣/ ٤١) من طريق محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنى عيسى، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء.
جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ﴾ قال قول أبي جهل: إنما الزقرم التمر والزبد أتزقمه.
وعنده من طريق محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط عن السدى قال: قال أبو جهل لما نزلت إن ﴿شَجَرَةُ الزَّقُّومِ﴾ قال: تعرفونها في كلام العرب؟ أنا آتيكم بها فدعا جارية فقال: أئتيني بتمر وزبد، فقال: دونكم تزقموا فهذا الزقوم الذي يخوفنكم به محمد.
قلت: والطريق الأولى أصح من الطريق الثانية - يعنى طريق السدى.
وذكر الأولى في "الدر"(٥/ ٥٢٢) ونسبه لعبد بن حميد، وعنده عن قتادة بنحو رواية السدى ونسبه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم. وذكره في سورة الزخرف عن أبي مالك ونسبه لسعيد بن منصور (٥/ ٥٧٢).
* تنبيه: قال المؤلف ﵀ في قوله تعالى ﴿قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ﴾.
قال أي كنتم توسوسون لنا عن يميننا كما هو المعتاد في حالة الوسوسة بالأسرار غالبًا.
(٥/ ٢٩٨٦)
أقول: هذا خلاف القول المشهور والقول المشهور أن معنى اليمين هنا الدين قال في "فتح القدير" أي كنتم تأتوننا في الدنيا عن اليمين أي من جهة الحق والدين والطاعة وتصدونا عنها، قال الزجاج: كنتم تأتوننا من قبل الدين فتروننا أن الدين والحق ما تضلوننا به واليمين عبارة عن الحق وهذا كقوله تعالى إخبارًا عن إبليس ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ﴾ قال