جمح وليس لهم، ولكنه لبني قراد الفهريين فغلب عليه ردم بني جمح، وله يقول الشاعر:
سأملك عبرة وأفيض أخرى … إذا جاوزت ردم بني قراد (١)
قال: فأمر عامله بالصخر العظام فنقلت على العجل، وحفر الأرباض دون دور الناس، فبناها وأحكمها من المال الذي بعث به، قالوا: وكانت الإبل والثيران تجر تلك العجل حتى ربما أنفق في المسكن الصغير لبعض الناس مثل ثمنه مرارًا، ومن تلك الضفائر أشياء إلى اليوم قائمة على حالها من دار أبان بن عثمان التي هي عند ردم عمر هلم جرا إلى دار ابن الجوار، فتلك الضفائر التي في أرباض تلك الدور كلها مما عمل من ذلك المال، ومن ردم بني جمح منحدرًا في الشق الأيسر إلى أسفل مكة، وأشياء من ذلك هي أيضًا على حالها، وأما ضفائر دار أويس التي بأسفل مكة ببطح نحر الوادي، فقد اختلف علينا في أمرها فقال بعضهم: هي من عمل عبد الملك، وقال آخرون: لا، بل هي من عمل معاوية بن أبي سفيان، وهو أثبتهما عندنا.
وكان قد جاء بعد ذلك سيل يقال له: سيل المخبل في سنة أربع وثمانين أصاب الناس عقبه مرض شديد في أجسادهم، وألسنتهم، أصابهم منه شبه الخبل، فسمي سيل المخبل، وكان عظيمًا دخل المسجد الحرام، وأحاط بالكعبة.
وكان بعد ذلك أيضًا سيل عظيم في سنة أربع وثمانين ومائة، وحماد البربري أمير على مكة، دخل المسجد الحرام وذهب بالناس، وأمتعتهم وغرق الوادي في أثره في خلافة الرشيد هارون.
وجاء سيل في سنة اثنتين ومائتين في خلافة المأمون، وعلى مكة يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومي، خليفة لحمدون بن علي بن عيسى بن ماهان،