فادلجناهما وجواريهما فلم يصبحا حتى قرنا مزادتين، وفرغتا منهما فجعلهما في كرين غوطيين ثم ملأهما وبعث بهما على بعير.
حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد، حدثنا عبد الملك بن الحارث بن أبي ربيعة المخزومي، عن عكرمة بن خالد قال: بينما أنا ليلة في جوف الليل عند زمزم جالس، إذ نفر يطوفون عليهم ثياب بيض لم أر بياض ثيابهم لشيء قط، فلما فرغوا صلوا قريبًا مني فالتفت بعضهم فقال لأصحابه: اذهبوا بنا نشرب من شراب الأبرار، قال: فقاموا ودخلوا زمزم فقلت: والله لو دخلت على القوم فسألتهم، فقمت فدخلت، فإذا ليس فيها من البشر أحد (١).
حدثني جدي قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد، عن رجل يقال له رباح مولى لآل الأخنس أنه قال: أعتقني أهلي فدخلت من البادية إلى مكة فأصابني بها جوع شديد، حتى كنت أكوم الحصا ثم أضع كبدي عليه، قال: فقمت ذات ليلة إلى زمزم فنزعت فشربت لبنًا كأنه لبن غنم مستوحمة أنفاسًا.
حدثني محمد بن يحيى، عن الواقدي عن ابن أبي سبرة، عن عمر بن عبد الله القيسي، عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم، عن عبد الله بن غنمة عن العباس بن عبد المطلب قال: تنافس الناس في زمزم في الجاهلية، حتى إن كان أهل العيال يغدون بعيالهم فيشربون منها، فتكون صبوحًا لهم وقد كنا نعدها عونًا على العيال.
حدثني محمد بن يحيى، عن سليم بن مسلم عن سفيان الثوري، عن العلاء بن أبي العباس عن أبي الطفيل قال: سمعت ابن عباس يقول: كانت تسمى في الجاهلية شباعة -يعني زمزم- ويزعم أنها نعم العون على العيال.