للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتفر في الحجر، فأصاب أساس البيت حجارة حمر كأنها الخلايق، تحرك الحجر فيهتز له البيت، فأصاب في الحجر من البيت ستة أذرع وشبرًا، وأصاب فيه موضع قبر، فقال ابن الزبير: هذا قبر إسماعيل، فجمع قريشًا ثم قال لهم: اشهدوا، ثم بنى.

حدثني محمد بن واضح، عن سليم بن مسلم، عن عمر بن قيس، عن سعيد بن مينا -وكان على سوق مكة لابن الزبير- قال: لما أراد ابن الزبير بناء الكعبة عالج الأساس، فإذا وضع الباني العتلة في حجر ارتجت جوانب البيت، فأمسك عنه.

حدثني إبراهيم بن محمد الشافعي، عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: رأيت ابن الزبير حين هدم الكعبة، أراهم أساسًا آخذًا بعضه ببعض، كلما حرك منه شيء تحرك كله، قال: فرأيت فضل البيت في الحجر، قال سفيان: فذكر نحوًا من ستة أذرع.

حدثني جدي قال: حدثنا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن سليمان بن مينا، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إذا رأيت قريشًا هدموا البيت ثم بنوه فزوقوه، فإن استطعت أن تموت فمت.

حدثني جدي، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن يسار بن عبد الرحمن، قال: شهدت ابن الزبير حين فرغ من بناء البيت كساه القباطي، وقال: من كانت لي عليه طاعة فليخرج فليعتمر من التنعيم، قال: فما رأيت يومًا كان أكثر عتيقًا ولا أكثر بدنة مذبوحة من يومئذٍ.

أخبرني محمد بن يحيى، عن الواقدي، عن موسى بن يعقوب، عن عمه، قال: هدم ابن الزبير البيت حتى وضعه بالأرض، وبناها من أسها وأدخل الحجر عنده، وكان قد احترق، واحترق الخشب والحجارة، وانصدع الركن بثلاث فرق، فرأيته منكسرًا، حتى شده ابن الزبير بالفضة، ثم أدخل الحجر في البيت، ونصب الخشب حول البيت، ثم سترها، وبنوا من وراء

<<  <  ج: ص:  >  >>