للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبرني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني عثمان بن الأسود عن عطاء بن أبي رباح أن موسى بن عمران طاف بين الصفا والمروة وعليه عباءة قطوانية وهو يقول: لبيك اللهم لبيك، فأجابه ربه ﷿: "لبيك يا موسى وها أنا معك".

وأخبرني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: حدثني غالب بن عبيد الله قال: سمعت مجاهدًا يذكر عن ابن عباس -رضوان الله عليه- قال: مر بصفاح الروحاء ستون نبيا، إبلهم مخطمة بالليف.

قال عثمان: وأخبرني غالب بن عبيد الله قال: سمعت مجاهدًا يذكر عن ابن عباس قال: أقبل موسى -نبي الله تعالى- يلبي تجاوبه جبال الشام، على جمل أحمر، عليه عباءتان قطوانيتان (١).

قال عثمان: وأخبرني ابن إسحاق قال: حدثني من لا أتهم، عن عروة بن الزبير أنه قال: بلغني أن البيت وضع لآدم يطوف به ويعبد الله عنده، وأن نوحًا قد حجه وجاءه وعظمه قبل الغرق، فلما أصاب الأرض الغرق حين أهلك الله قوم نوح أصاب البيت ما أصاب الأرض من الغرق، فكانت ربوة حمراء معروف مكانه، فبعث الله ﷿ هودًا إلى عاد فتشاغل بأمر قومه حتى هلك ولم يحجه، ثم بعث الله تعالى صالحًا إلى ثمود فتشاغل حتى هلك ولم يحجه، ثم بوأه الله ﷿ لإبراهيم فحجه، وعلم مناسكه، ودعا إلى زيارته، ثم لم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم إلا حجه.

قال عثمان: وأخبرني ابن إسحاق قال: حدثني من لا أتهم، عن سعيد بن المسيب، عن رجل كان من أهل العلم أنه كان يقول: كأني أنظر إلى موسى بن عمران متهبطًا (٢) من هرشى [بين رابغ والأبواء] (٣) عليه عباءة


(١) لدى ابن الأثير في النهاية "قطا" فيه: "كأني أنظر إلى موسى بن عمران في هذا الوادي محرمًا بين قطوانيتين" القطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الخمل.
(٢) كذا في الأصل، وفي سائر الأصول: "منهبطا" وتهبّط: انحدر في بطء.
(٣) ما بين حاصرتين من الأصل، وساقط من سائر الأصول. ولدى ابن الأثير في النهاية "هرش" ومنه ذكر "ثنية هرشى" وهي ثنية بين مكة والمدينة، وقيل: هرشى: جبل قرب الجحفة، ولدى ياقوت: "هرشى: ثنية في طريق مكة قريبة من الجحفة، ترى البحر".

<<  <  ج: ص:  >  >>