مكة وأشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة" حين رأى شكوى أصحابه من وباء المدينة.
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لما قدم النبي ﷺ، المدينة وعك أبو بكر ﵁، وبلال فكان أبو بكر ﵁، إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبّح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنة … وهل يبدون لي شامة وطفيل (١)
اللهم العن شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، كما أخرجونا من مكة.
وحدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن قال: سمعت طلحة بن عمرو يقول: قال ابن أم مكتوم، وهو آخذ بخطام ناقة رسول الله ﷺ، وهو يطوف:
حبذا مكة من وادي … بها أرضي وعوادي
بها ترسخ أوتادي … بها أمشي بلا هادي
قال داود: ولا أدري يطوف بالبيت، أو بين الصفا والمروة.
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي، عن محمد بن إدريس عن محمد بن عمر الواقدي قال: حدثني معمر وابن أبي ذئب، عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن ابن عمر بن عدي بن أبي الحمراء
(١) البيتان لدى ابن هشام في السيرة ٢/ ٥٨٩.