وجعل عرض شقها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعًا؛ فلذلك سميت الكعبة لأنها على خلقة الكعب.
قال: وكذلك بنيان أساس آدم ﵇، وجعل بابها بالأرض غير مبوب حتى كان تبع أسعد الحميري هو الذي جعل لها بابًا وغلقًا فارسيًّا، وكساها كسوة تامة ونحر عندها.
قال: وجعل إبراهيم ﵇ الحجر إلى جنب البيت عريشًا من أراك تقتحمه العنز، فكان زربًا لغنم إسماعيل.
قال: وحفر إبراهيم ﵇ جُبًّا في بطن البيت على يمين من دخله يكون خزانة للبيت، يلقى فيه ما يهدى للكعبة، وهو الجب الذي نصب عليه عمرو بن لحي هبل الصنم الذي كانت قريش تعبده وتستقسم عنده بالأزلام حين جاء به من هيت من أرض الجزيرة.
قال: وكان إبراهيم يبني وينقل له إسماعيل الحجارة على رقبته، فلما ارتفع البنيان قرب له المقام فكان يقوم عليه ويبني ويحوله إسماعيل في نواحي البيت، حتى انتهى إلى موضع الركن الأسود.
قال إبراهيم لإسماعيل: يا إسماعيل، أبغني حجرًا أضعه ههنا يكون للناس علمًا يبتدئون منه الطواف. فذهب إسماعيل يطلب له حجرًا ورجع وقد جاءه جبريل بالحجر الأسود، وكان الله ﷿ استودع الركن أبا قبيس حين أغرق الله الأرض زمن نوح، وقال:"إذا رأيت خليلي يبني بيتي فأخرجه له".
قال: فجاءه إسماعيل فقال له: يا أبت، من أين لك هذا؟ قال: جاءني به من لم يكلني إلى حجرك، جاء به جبريل، فلما وضع جبريل الحجر في مكانه وبنى عليه إبراهيم وهو حينئذ يتلألأ تلألؤًا من شدة بياضه، فأضاء نوره شرقًا، وغربًا، ويمنًا، وشامًا، قال: فكان نوره يضيء إلى منتهى أنصاب الحرم