للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فبعث الله تعالى سحابة فيها رأس يكلم (١) إبراهيم، فقال: يا إبراهيم، إن ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة، فجعل ينظر إليها ويأخذ قدرها فقال له الرأس: أقد فعلت؟ قال: نعم، فارتفعت السحابة فأبرز عن أس ثابت من الأرض، فبناه إبراهيم .

قال: وحدثني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني محمد بن أبان، عن ابن إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، عن علي بن أبي طالب في حديث حدث به عن زمزم قال: ثم نزلت السكينة كأنها غمامة أو ضبابة في وسطها كهيئة الرأس يتكلم يقول: يا إبراهيم،، خذ قدري من الأرض، لا تزد ولا تنقص، فخط فذلك بكة وما حواليه مكة.

حدثني جدي، عن سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن وهب بن منبه أنه أخبر (٢) قال: لما ابتعث الله تعالى إبراهيم خليله ليبني له البيت، طلب الأساس الأول الذي وضع بنو آدم في موضع الخيمة التي عزى الله بها آدم من خيام الجنة حين وضعت له بمكة في موضع البيت الحرام، فلم يزل إبراهيم يحفر حتى وصل إلى القواعد التي أسس بنو آدم في زمانهم في موضع الخيمة، فلما وصل إليها أظل الله له مكان البيت بغمامة، فكانت حفاف البيت الأول، ثم لم تزل راكدة على حفافه تظل إبراهيم وتهديه مكان القواعد حتى رفع القواعد قامة، ثم انكشطت الغمامة فذلك قوله ﷿: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ [الحج: ٢٦] أي: الغمامة التي ركدت على الحفاف ليهتدي بها مكان القواعد، فلم يزل والحمد لله منذ يوم رفعه الله معمورًا.

حدثني مهدي بن أبي المهدي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم قال: أخبرنا حماد، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة


(١) كذا في الأصل، وفي أ: "يتكلم" وفي ب: "تكلم".
(٢) كذا في الأصل أ، وفي ب: "أخبره".

<<  <  ج: ص:  >  >>