للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن ذلك إذا كان زيد المحسن في إحسانه، وحط عن المسيء من إساءته، ولوددت أني أدركته وعلامته كذا وكذا.

حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي: حدثنا ابن عيينة، حدثنا الوليد بن كثير، عن ابن ثدرس، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت: لما نزلت ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ [المسد: ١] جاءت أم جميل بنت حرب بن أمية امرأة أبي لهب ولها ولولة وفي يدها فهر، فدخلت المسجد ورسول الله جالس في الحجر ومعه أبو بكر فأقبلت وهي تلملم الفهر في يدها وتقول: مذممًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، قالت: فقال أبو بكر : يا رسول الله هذه أم جميل وأنا أخشى عليك منها، وهي امرأة، فلو قمت، فقال: "إنها لن تراني" وقرأ قرآنًا اعتصم به، ثم قرأ: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا﴾ [الإسراء: ٤٥] قلت: فجاءت حتى وقفت على أبي بكر وهو مع رسول الله ولم تره فقالت: يا أبا بكر فأين صاحبك؟ قال: الساعة كان ههنا قالت: إنه ذكر لي أنه هجاني، وايم الله إني لشاعرة وإن زوجي لشاعر، ولقد علمت قريش أني بنت سيدها، قال سفيان: قال الوليد في حديثه: فدخلت الطواف فعثرت في مرطها فقالت: نفس مذمم، فقال النبي : "ألا ترى يا أبا بكر ما يدفع الله تعالى به عني من شتم قريش، يسمونني مذممًا وأنا محمد" فقالت لها أم حكيم بنة عبد المطلب: مهلًا يا أم جميل، إني لحصان فما أكلم، وثقاف فما أعلم، وكلتانا من بني العم، ثم قريش بعد أعلم.

قال أبو الوليد: فلم يزل رخام الحجر الذي عمله المهدي بعد عمل أبي جعفر أمير المؤمنين على حاله، وكان سيله يخرج من تحت الأحجار التي على بابها الغربي حتى رث في خلافة المتوكل على الله جعفر أمير المؤمنين فقلع في سنة إحدى وأربعين ومائتين، وألبس رخامًا حسنًا قلع من جوانب المسجد الحرام من الشق الذي يلي باب العجلة إلى باب دار عمرو بن

<<  <  ج: ص:  >  >>