ولما نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح" ١/ ٢١٧ كلام البيهقي تعقبه فقال وهذا الحديث ليس بمرسل وجهالة الصحابي لا تضر، وقيل أن هذا الرجل الذي لم يسم عبد الله بن سرجس وقيل: عبد الله بن معقل، وقيل الحكم بن عمرو الغفاري اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ١/ ٣٠٠ دعوى البيهقي أنه في معنى المرسل مردودة لأن إبهام الصحابي لا يضر وقد صرح التابعي بأنه لقيه. اهـ.
ثانيًا أن داود بن عبد الله الأودي الزعافري وإن لم يخرج له الشيخان فهو ثقة وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور وأيضًا الإِمام أحمد وابن شاهين والنسائي وأبعد ابن حزم فضعفه وهمًا منه.
لهذا قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" ١/ ٢١٧ وقد تكلم على هذا الحديث ابن حزم بكلام أخطأ فيه، ورد عليه ابن مفوِّز وابن القطان وغيرهما، وقد كتب الحميدي إلى ابن حزم من العراق يخبر بصحة هذا الحديث اهـ.
وقال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" ٥/ ٢٢٦ داود هذا وثقه ابن معين والنسائي وغلط ابن حزم فيه غلطًا قد بيناه عليه في أمثاله، وسبق إلى ذلك أبو بكر ابن مفوز وذلك أن ابن حزم قال إن كان داود عم ابن إدريس فهو ضعيف وإن كان غيره فهو مجهول، وابن عم ابن إدريس هو داود بن يزيد الأودي؛ فأما هذا فهو داود بن عبد الله الأودي، وقد وثقه من ذكرنا وغيرهم، وقد