للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن القيم في "الفروسية" ص ٢٣٠ - ٢٣١: وقد رواه مالك في "الموطأ" عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أنه قال من أدخل فرسًا. فجعله من كلام سعيد نفسه، وكذلك رواه الأساطين من أصحاب الزهري: معمر بن راشد، وعقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد الأيلي، وهؤلاء أعيان أصحاب الزهري كلهم رووه عن سعيد بن المسيب من قوله وممن أعلَّه: أبو عبيد القاسم بن سلام (١)، وأعله أبو عمر بن عبد البر في "التمهيد" (٢) وقال: هذا حديث انفرد به سفيان بن حسين من بين أصحاب ابن شهاب، ثم أعله بكلام أبي داود وقال بعض الحفاظ: يبعد جدًّا أن يكون الحديث عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم لا يرويه واحد من أصحابه الملازمين له، المختصين به الذين يحفظود حديثه حفظًا، وهم أعلم الناس بحديثه، وعليهم مداره، وكلهم يروونه عنه كأنما من قول سعيد نفسه، وتتوفر هممهم ودواعيهم على ترك وفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهم الطبقة العليا من أصحابه، المقدمون على كل من عداهم ممن روى عن الزهري، ثم ينفرد برفعه من لا يدانيهم ولا يقاربهم لا في الاختصاص به ولا في الملازمة له في الحفظ ولا في الإتقان، وهو معدود عندهم في الطبقة السادسة من أصحاب


(١) راجع "غريب الحديث" ٢/ ١٤٣.
(٢) راجع "التمهيد" ١٤/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>