فإن رجاله كلهم ثقات احتج بهم مسلم برواية بعضهم عن بعض، وحماد وهو ابن أبي سليمان، وإن كان فيه كلام من قبل حفظه فهو يسير، لا يسقط حديثه عن رتبة الاحتجاج به، وقد عبر عن ذلك الحافظ بقوله فقيه ثقة، صدوق، له أوهام اهـ.
ولهذا قال الزيلعي في "نصب الراية" ٤/ ١٦٢ ولم يعله الشيخ في "الإمام" بشيء، وإنما قال هو أقوى إسنادًا من حديث علي اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" ١١/ ١٩١ وهذا الحديث قد رواه أهل السنن من حديث علي وعائشة - رضي الله عنهما - واتفق أهل المعرفة على تلقيه بالقبول اهـ. وحسن إسناده النووي في "المجموع" ٣/ ٦ و ٦/ ٢٥٣.
وقال الترمذي في "العلل الكبير" ٢/ ٥٩٣ سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال أرجو أن يكون محفوظًا قلت له: روى هذا الحديث غير حماد؟ قال لا أعلمه اهـ.
وللحديث شاهد عن علي بن أبي طالب رواه أبو داود (٤٤٠١) والنسائي في "الكبرى" كما ذكره المزي في "تحفة الأشراف" ٧/ ٤١٣ رقم (١٠١٩٦)، والحاكم ١/ ٢٥٨، وابن حبان في "الموارد"(١٤٩٧) كلهم من طريق ابن وهب، قال أخبرني جرير بن حازم، عن سليمان بن مهران، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال مُرَّ على عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - بمجنونةِ بني فلان قد زنت أمر عمرُ برجمها، فردها عليٌّ وقال لعمر: يا أمير المؤمنين، أترجم هذه؟ قال نعم قال أو ما تذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال