للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القدر: "إنما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الشفعة فيما لم يقسم" قط، ويشبه أن يكون بقية الكلام هو كلام جابر. فإذا قسم ووقعت الحدود فلا شفعة، والله أعلم. قلت: وبما استدللت على ما تقول؛ قال: لأنا وجدنا في الحديث: إنما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الشفعة فيما لم يقسم. تم المعنى. فإذا وقعت الحدود .. فهو كلام مستقبل ولو كان الكلام الأخير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: إنما جعل - صلى الله عليه وسلم - الشفعة فيما لم يقسم. وقال: إذا وقعت الحدود. فلما لم نجد ذكر الحكاية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكلام الأخير استدللنا أن استقبال الكلام الأخير من جابر، لأنه هو الراوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث. وكذلك نقص حديث مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد وأبي سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بالشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة. فيحتمل في هذا الحديث أن يكون كلام ابن شهاب. وقد ثبت في الجملة قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة فيما لم يقسم في حديث ابن شهاب، وعليه العمل عندنا. اهـ.

ونقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير" ٧/ ٨ مختصرًا، وجزم بالإدراج الطحاوي كما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "الدراية" ٢/ ٢٠٣ وقال البيهقي في "المعرفة" ٤/ ٤٩٦: ثم قال بعد ذلك: "فإذا وقعت ... " كان ذلك قولًا من رأيه لم يحكه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا لا يصح.

وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٤/ ٤٣٧: حكى ابن أبي حاتم عن أبيه، أن قوله: "فإذا وقعت ... " مدرج من كلام جابر، وفيه نظر، لأن الأصل أن كل ما ذكر في الحديث فهو منه حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>