والرجلان اللذان من بني بكر هما صحابيان شهدا حجة الوداع ومن القواعد المقررة أن جهالة الصحابي لا تضر.
ولما ذكر عبد الحق هذا الحديث في "الأحكام الوسطى" وسكت عنه، تعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" ٥/ ٦٨ فقال: سكت عنه أيضًا وهو لا يصح؛ فإن هذين الرجلين لا ينبغي أن يقبل منهما ما ادعياه لأنفسهما من المزية بالصحبة، وهما لو قالا عن أنفسهما إنهما ثقتان لم يقبل منهما ذلك، فكيف بما فيه عظيم المزية ولم يشهد لهما بذلك من يوثق من التابعين، وإنما هو ما قال يسار أبو نجيح والد عبد الله بن أبي نجيح من أنهما قالا ذلك عن أنفسهما ولم يقل هو عنهما أنهما صحابيان ولا أرتهن فيهما بشيء، ويسار ثقة نعلمه. اهـ.
قلت: وفيه نظر؛ لأن الراوي عنهما أبو نجيح ثقة وروايته عن هذين الرجلين قبول لدعواهما وإقرار لهما والله أعلم.
ثالثًا: حديث عم أبي حُرَّةَ رواه أحمد ٥/ ٧٢ قال: ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن أبي حرة الرقاشي عن عمه قال: كنت آخذًا بزمام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أوسط أيام التشريق، أذود عنه الناس؛ فقال:"يا أيها الناس أتدرون في أي شهر أنتم؟ وفي أي يوم أنتم؟ وفي أي بلد أنتم؟ " قالوا: في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام. قال:"فإن دماءكم وأموالكم ... ".