قال ابن خزيمة ٣/ ٣٤٩: باب ذكر الدليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما بلغ مع صفية حين أراد قلبها إلى منزلها باب المسجد لا أنه خرج من المسجد فردها إلى منزلها. اهـ.
قلت: والذي يظهر أنه لا إشكال. لأن قوله:"ليقلبها" ظاهر اللفظ ليقلبها إلى منزلها أنه لا ليبلغها باب المسجد، ولهذا جاء في رواية عبد الرزاق فقام ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة فمرَّ رجلان.
وقد أخرجها البخاري في "بدء الخلق"(١١) ابن خزيمة ٣/ ٣٤٩ وأصرح من هذا ما رواه عبد الرزاق ٤/ ٣٦٠: فذهب معها حتى أدخلها بيتها وهو معتكف، لكن فيه ضعف. وفي رواية للبخاري (٢٠٣٨) فقال لصفية بنت حُيي: "لا تعجلي حتى أنصرف معك" وكان بيتها في دار أسامة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معها، فلقيه رجلان من الأنصار اهـ.
ثانيًا: حديث أنس رواه ابن ماجه (١٧٧٧) من طريق الهياج الخراساني ثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الخالق عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض".
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه عبد الخالق وعنبسة والهياج كلهم ضعفاء؛ فأما عبد الخالق فقد قال الحافظ ابن حجر عنه في "التهذيب" ٦/ ١١٢: عبد الخالق غير منسوب عن أنس في المعتكف يتبع الجنازة وعنه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي أحد الضعفاء روى له ابن ماجه. اهـ.