وأيضًا مَنَّ على هذه الأمة بعلماء يبينوا للناس شريعة نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد رحل منهم من رحل، وبقي طائفة منهم لا تزال على الحق إلى قيام الساعة.
وأما من رحل فقد رحل بجسده وبقيت آثار علمه، فمن هؤلاء الحافظ ابن حجر الذي أفنى عمره في خدمة السنة، فقد ترك لنا كنوزًا وميراثًا عظيمًا، فمن ذلك كتاب "بلوغ المرام من أدلة الأحكام"، فقد حرره تحريرًا بالغًا لينتفع به العالم والعامي.
قال الصنعاني في "سبل السلام" ١/ ٢١ "الحمد لله الذي منَّ علينا ببلوغ المرام من خَدَمة السنة النبوية" اهـ.
وأثنى عليه الشيخ سعد الدين ابن المؤيد هبة الله بن عبد الرحيم اليماني بقصيدة قال في مطلعها.
قد حصلنا على بلوغ مرام ... إذ وصلنا إلى بليغ المرام
واتصلنا ولم يكن ثم فصل ... للتداني ونعمة من مرام
وعشقنا على السماع قديمًا ... لحديث الحسام نجل الكرام
من غدا قاضيًا بكل صحيح ... مستجاد في النقض والإبرام
وقال حسن بن صديق حس خان في رسالة سماها "الروض البسام من ترجمة بلوغ المرام" ص ١٥: هو مجلدٌ صغير افتتحه بقوله "الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديمًا وحديثًا" وأتمه على حديث رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم".