وفي لفظ لأبي داود أن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت امرأة تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف تصنع إحدانا بثوبها إذا رأت الطهر؟ أتصلي فيه؟ قال "تنظر فإن رأت فيه دمًا فلتقرصه بشيء من ماء، ولتنضح ما لم تر ولتصل فيه" من طريق محمود بن إسحاق عن فاطمة به.
قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" ١/ ٤٧ زعم النووي في "شرح المهذب" أن الشافعي روى في "الأم" أن أسماء هي السائلة بإسناد ضعيف، وهذا خطأ بل إسناده في غاية الصحة وكأن النووي قلد في ذلك ابن الصلاح وزعم جماعة ممن تكلم على "المهذب" أنَّه غلط في قوله أسماء هي السائلة، وهم الغالطون والله أعلم اهـ.
قلت وحسم النزاع في هذا أن في رواية أبي داود السابقة أن السائل امرأة غير أسماء، وقد روى الشافعي في "مسنده" ص ٨ رقم (٤٦) عن سفيان بن عيينة عن هشام عن فاطمة عن أسماء قال سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن دم الحيضة يصيب الثوب فقال "حتيه، ثم اقرصيه بالماء، ثم رشيه، وصلي فيه".
وقال الشافعي أيضًا (٤٧). أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة، أنَّه سمع امرأته فاطمة بنت المنذر تقول سمعت جدتي أسماء بنت أبي بكر تقول سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - دم الحيضة فذكر مثله.
ورواه أيضًا في "مسنده" ص ٨ عن مالك عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت سألت امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره بلفظ "الصحيحين".