ولذلك قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ١٥٠: إن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك في سائر البهائم وبنو آدم ليسوا كذلك، فقال: لا يبرك على ركبتيه اللتين في رجليه كما يبرك البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يبدأ فيضع أولًا يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه، ثم يضع ركبتيه، فيكون ما يفعل في ذلك بخلاف ما يفعل البعير وبهذا يظهر معنى الحديث ظهورًا لا غموض فيه .. اهـ.
وأما ما رواه ابن أبي شيبة ١/ ٢٩٤ حدثنا ابن فضيل عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة مرفوعًا:"إذا سجد أحدكم فليبتدئ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل".
فهذا حديث لا يصح، تفرد به عبد الله بن سعيد المقبري وهو متفق على ضعفه كما سبق، وقد اتهم بالوضع.
ولهذا قال الترمذي ١/ ٣٦٣: وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد المقبري ... وعبد الله بن سعيد المقبري ضعفه يحيى بن سعيد القطان. اهـ.
وضعف الحديث البيهقي والحافظ ابن حجر في "الفتح" ٢/ ٢٤١.
وقال الألباني ٢/ ٧٩: هو حديث باطل تفرد به عبد الله وهو ابن سعيد المقبري وهو واهٍ جدًّا بل اتهمه بعضهم بالكذب. اهـ.
وعمومًا حديث الباب إسناده قوي كما سبق وإن أورد عليه ما أورد وقد صححه عبد الحق في "الأحكام الكبرى" والنووي وقواه الحافظ ابن حجر كما في "البلوغ".